يُعد الشيخ حسن بن محمد بن علي آل ثاني أحد الأعضاء البارزين في العائلة الحاكمة في قطر، وشخصية رائدة في المشهد الثقافي في البلاد. يُعرف بشغفه العميق بالفنون البصرية، وقد اضطلع بدور أساسي في تعزيز ودعم التعبير الفني في قطر. وقد أسهمت جهوده المبكرة في إرساء الأساس للمشهد الثقافي الحيوي الذي نشهده اليوم.
تتجلى تأثيرات الشيخ حسن من خلال مشاركته الفاعلة في العديد من المعارض الفنية والفعاليات الثقافية في مختلف أنحاء البلاد. وقد شكّلت حضوره في هذه المناسبات دعمًا قويًا للفنون، ومحفّزًا للإبداع المحلي والتعاون الدولي. ومن أبرز الفعاليات التي دعمها معرض "الحوش"، الذي يُعد منصة مرموقة لعرض الفنون المعاصرة، وجمع الفنانين القطريين والعالميين ضمن فضاء إبداعي مشترك.
بعيدًا عن المشاركة فقط، كان الشيخ حسن راعيًا للنمو الفني في قطر على مدى عقود. فقد شمل دعمه تمويل المعارض، وتشجيع تأسيس المؤسسات الثقافية، وخلق الفرص للفنانين الناشئين. من التصوير الفوتوغرافي والنحت إلى الفنون الرقمية، ساهمت رؤيته في توفير بيئة تزدهر فيها الإبداع ويُحتفى بالابتكار.
استكمالًا لإرث الشيخ حسن، برزت الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني كقوة رائدة في تشكيل الهوية الثقافية لقطر. وبصفتها رئيسة متاحف قطر ومؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، تحظى الشيخة المياسة باعتراف عالمي بتأثيرها التحولي في مجال الفنون.
ارتقت الشيخة المياسة بطموحات قطر الثقافية إلى آفاق جديدة، قائدةً مبادرات جعلت من البلاد مركزًا عالميًا للفن المعاصر. تشمل جهودها تنظيم معارض عالمية المستوى مثل "دوحة آرت"، وتوسيع حضور قطر الثقافي على الصعيد الدولي. تحت قيادتها، أصبحت مؤسسات بارزة مثل متحف الفن الإسلامي والمتحف الوطني لقطر مراكز أيقونية للتراث والتعليم والتفوق الفني.
علاوة على ذلك، تلتزم الشيخة المياسة بجعل الفن متاحًا للجميع. من خلال ورش العمل المجتمعية، وتركيبات الفن العام، والبرامج الإبداعية، تضمن أن الفن لا يقتصر على المعارض فقط، بل يصبح جزءًا من الحياة اليومية للمواطنين والمقيمين في قطر على حد سواء.
تمثل مساهمات الشيخ حسن والشيخة المياسة معًا رحلة تمتد عبر الأجيال في رعاية الثقافة. فقد أسس الشيخ حسن بحركته الرائدة الأساس للحركة الفنية في قطر، في حين تستمر قيادة الشيخة المياسة ذات الرؤية في رفع مكانة قطر كعاصمة ثقافية نابضة بالحياة، مبتكرة، وشاملة على الساحة العالمية.